سبك الضحاك وأبناؤها (الجزء الأول)
هي احدي قري مديرية المنوفيه والتي تسميها الدوله الأن محافظة المنوفيه وعبر تاريخها الطويل ولأسباب أيدلوجيه وبيئيه وثقافيه أزداد عدد نفوس المحافظه لدرجة ان الأرض ضاقت بأهلها, ومعروف أن المساحه الجغرافيه للمحافظه أصغر كثيرا مما يجاورها من المحافظات, واصبحت محافظتي من المحافظات الطارده ,فالأرض لا تتسع للجميع , ومن هنا وجد ابناء محافظتي ان التوجه للتعليم وتبوء الوظائف الحكوميه هو المنجي لهم, ويفتح لهم آفاق عريضه, وانتشر أهل محافظتي في كل الوزارات العاديه منها أو السياديه والمصالح الحكوميه يتبوؤن المناصب من قمة الهرم الوظيفي والسياسي وحتي القاعده ويكفي أضافه لما يعلمه العامه ان محافظتي انجبت اكثر من خمسة وستين وزيرا سياسيا في الحكومات المصريه المتعاقبه وبسبب ذلك أطلق عليها الكثير من شعب مصر والذي هو بطبعه يميل الي الفكاهه من الصفات و الكلمات المازحه ذات الدلالات الكبيره والتي لها من المعاني الكثير, منهاما يجعلنا نضحك, وأخري تجعلنا نضجر ضيقا مما نسمع .
وقريتي التي ولدت ونشأت وترعرعت فيها وأفتخر دائما في جلساتي وقعداتي وأيضا في أجتماعات العمل اني من هذه القريه هي سبك الضحاك وهي احدي القري الكبيره بالمنوفيه بل يمكنني ان أقول في مصر كلها شمالها وجنوبها شرقها وغربها.ولم أقل أبدا أنها تتبع مركز كذا فهي معرفه بنفسها ولذاتها وتأثيرها وشهرتها في المنطقه كلها لدرجة ان التجار وخاصة تجار المواشي والأغنام يطلقون عليها سبك الثلاثاء نسبة الي سوق الثلاثاء الأشهر في كل المحافظه والمحافظات المجاوره.
وقريتي هي احدي قري دلتا مصر ذات الخصوبه العاليه في ارضها مما يجعلها رائده في الزراعه, وخير أرض قريتنا وافر وكثير,وايضا ذات خصوبه عاليه في مواشيها المرتبطه دائما بالأرض والفلاح المصري.
وأحتار القدماء في تفسير المرجع التاريخي لتسميتها سبك الضحاك, وتحضرني الذاكره الي مجلة سبك الضحاك والتي قام علي اصدارها نفر من أبناء البلد المخلصين ولم تستمر كثيرا لضعف الأمكانيات في فترة الستينات من القرن الماضي,وقرأت فيها للمرحوم الأستاذ لبيب (كامل) العشري وكان وقتها قد ترأس مجلس قروي سبك, قرأت ان هذه الرقعه من الأرض كانت أشبه بالبركه الكبيره وكانت متصله بنيل مصر العظيم وكما هو معروف قبل بناء السد العالي كان النيل يعج بالتماسيح الآتيه من الجنوب مع موسم الفيضان, ولقد دخل البركه أحد هذه التماسيح وعاش بها وكان الناس يطلقون عليه سبك بفتح السين وسكون الكاف ,وكان عندما يخرج من المياه عند شروق وسطوع الشمس يفتح فاه تجاه الشمس فيبدوا كأنه يبتسم فأطلقوا عليه سبك الضاحك,ومن هنا جاءت التسميه.
وحيث ان سبك الضحاك خصبه في كل شيئ شأنها في ذلك شأن محافظة المنوفيه ,فكانت وما زالت خصبه في أبنائها فمنذ بداية التاريخ المعاصر وبداية القرن الماضي أنبتت هذه الأرض الطيبه أبناء واعين مدركين مثقفين متعلمين ولقد نبغ منهم الكثيرين في كل فروع العلم والمعرفه والفقه والتشريع وانتشروا في كل ربوع الأرض شرقها وغربها شمالها وجنوبها, ينهل من علمهم من يعيش داخل مصر كما ينهل أبناء الأمم الأخري, والجميع في حالة نبوغ والنبوغ لا يعرف للوساطه طريقا فكل منهم نبغ بذاته وبجهده ورغبته في ان يحقق ذاته وكيف لا وهو سبكاوي منوفي, وايضا الفلاح السبكاوي فلاح أصيل وتجده بصبر وجلد وشقاء وبلا أمكانيات جعل من أرضه منبت الخير والعطاء كما هم أبنائه جميعا.
ومما يحضر في ذاكرتي الان وبترتيب الظهور لساحة النبوغ العلامه فضيلة الشيخ عبد اللطيف موسي وكان رحمه الله يلقب نفسه ومن بعده أبنائه ب الشيخ عبد اللطيف السبكي وكان رحمه الله شيخ المذهب الحنبلي بمصر وعضو هيئة كبار العلماء وتم ترشيحة بمنصب الأمام الأكبر للأزهر الشريف لولا آرائه السياسيه في بداية الستينات من القرن الماضي والتي كانت سببا في الغاء الترشيح, وكان منزله الكائن حاليا فوق مكتب البريد(البوسته) حيث انه قام بتأجير الدور الأرضي للبوسته حرصا منه لوجود مكتب بريد بسبك الضحاك وله من الأبناء ولدين أكبرهما مهندس وهاجر الي المانيا والآخر طبيب وايضا هاجر الي انجلترا وما زالا الأثنين ببلاد المهجر حتي اليوم, عدا بعض الزيارات المتقطعه لمصر وأمهما زوجة فضيلة الشيخ من آل الشبراوي بشبرا زانجي ووالدها رحمة الله عليه ومن بعده ابنه الشيخ عبد الخالق شيخ الطريقه الشبراويه وهي من الطرق والجماعات الصوفيه الشهيره بمصر والبلاد الأسلاميه.
ويأتي الحديث عن نابغة الطب وخاصة في تخصص جراحة وكسور العظام المرحوم الأستاذ الدكتور محمد كامل حسين وكان رحمه الله أعزب ولم يتزوج طيلة حياته وكانت له من الأملاك من الأرض الزراعيه الكثير, وكان رحمه الله يختص أهل سبك الضحاك برعايته ، حيث انه أول من أسس مستشفي الهلال الأحمر الشهير بالقاهره وأشرف عليها اكثر من أربعين عاما ,وكان رحمه الله أديبا شهيرا بوقته وله العديد من الروايات, وبعد مماته استمرت عيادته بالقاهره برعاية تلميذه الأستاذ الدكتور جلأل عبد السميع موسي والذي ظل لفتره طويله يشغل منصب مدير مستشفي الهلال الأحمر أيضا ,وهو ايضا نابغه في تخصصه في جراحة وكسور العظام.
وطالما ما زلت أغوص في بحور عائلة موسي يأتي الحديث عن المرحوم المهندس احمد السيد موسي وكان رحمه الله يلقبونه البعض بأحمد أفندي موسي والبعض الآخر بأحمد بك موسي وكان يشغل منصب مدير ري مديرية المنوفيه وظل يعيش في منزله الكبير الكائن في سبك الضحاك وحتي وفاته وكانت زوجته رحمها الله تنتقل بين شقتها بالقاهره وهذا المنزل كل حين, وطبعا ابنائها جميعا وعلي قمتهم الأستاذ الدكتور عمر وكان كيمائيا شهيرا والأستاذ الدكتور عبد المنعم احمد موسي أطال الله في عمره وهو رائد ومربي اجيال عديده من طلاب واساتذة كلية الهندسه بجامعة عين شمس وكان تخصصه هندسة ميكانيكا وبحوث التربه ,ورئيس قسم ثم عمادة الكليه وزوجته أيضا نابغه وأستاذه في كلية العلوم بجامعة عين شمس، ونتحدث عن الأستاذ الدكتور عباس احمد موسي وهو ايضا من نوابغ هندسة عين شمس, وننتهي بفاكهة أسرة احمد بك موسي أطال الله في عمره اللواء عصام أحمد موسي وكان رئيس اركان سلاح الأشاره بعد حرب 1973 وأثناء الحرب كان قائد لواء اشاره بالجيش الثاني الميداني.
ويمكنني ان أضيف هنا المرحوم الأستاذ رياض موسي شقيق المرحوم الحاج حسين موسي وكان يشغل وظيفة رئيس الأداره المركزيه للشئون الماليه والأداريه بجامعة عين شمس وكان رحمه الله خدوما لأهل بلده سواء الطلبه او الكادر التعليمي ،وايضا المرحوم الأستاذ ابراهيم الدسوقي عبد الحميد موسي وكان يشغل منصب وكيل مديرية التربيه والتعليم بالمنوفيه. هؤلاء جميعا يمثلون الجيل الثاني من العائله حيث ان الآباء يمثلون الجيل الأول.وربط في نغم متناسق بين الجيل الثاني والثالث الأستاذ الدكتور شوقي عبد الخالق الأمام موسي أطال الله في عمره وكان خبيرا بمنظمة اليونسيف التابعه للأمم المتحده واستاذ غير متفرغ بكلية زراعة الزقازيق وايضا المرحوم الأستاذ الدكتور بهجت عبد الغفار موسي وكان رحمه الله استاذ ورئيس قسم بالجامعه الأمريكيه بالقاهره.
وعن بقية كبار عائلة موسي فكانوا جميعا من أهل العلم ورواد التعليم سواء في سبك او خارجها وجلهم من المعلمين والمدرسين وهم من حفظة القرآن الكريم وأكثر الناس فهما لأحكامه وشرائعه..وهؤلاء يمثلون الجيل الثالث من العائله .ومنهم المرحوم عبد الخالق محمد موسي وأشقائه المرحوم عبد السلام موسي والمرحوم عبد الغفار موسي. وايضا المرحوم عبد الخالق الأمام موسي وايضا والدي المرحوم عزت علي موسي وأشقائه المرحوم رضوان علي موسي, والمرحوم فتحي علي موسي والمرحوم عبد الرحيم علي موسي, والمرحوم موسي علي موسي,وأيضا المرحوم الشيخ كامل محمد موسي وأبنه أطال الله في عمره الحاج منير محمد كامل موسي وشقيقه المرحوم سعيد كامل موسي وكان رحمه الله وكيل وزارة الأسكان والتعمير.
اما الجيل الرابع من العائله والذي اشرف بالأنتساب اليه فلا يكفي العديد من المقالات لتغطية اخبارهم ومواقعهم بأعدادهم وربما تأتي الفرصه لاحقا لبيان هذا الجيل والذي هو في الفتره من نهاية القرن العشرين وبداية الواحد والعشرين وحتي الان.
وللمقال بقيه في الجزء الثاني ان شاء الله
الإثنين يوليو 27, 2015 4:34 am من طرف عطبراوى وبس
» مطلوب نظام اطفاء حريق بغاز fm200 داخل اللوحات الكهربيه ولوحات ال mcc
الأربعاء ديسمبر 10, 2014 7:25 am من طرف abeer mah
» SCADA(تعريف عام بنظام الاسكادا)
الخميس يوليو 24, 2014 9:13 pm من طرف sasa amer
» (هندسه القوى والألات الكهربيه)....المحول الكهربى
الإثنين يونيو 16, 2014 4:13 am من طرف فايزة مرزوق
» جزاكم الله كل خير
الجمعة يونيو 06, 2014 9:09 am من طرف ممدوح عزت موسي
» الصدمة(المطرقه) المائية..اسبابها , مشاكلها , الحلول...
السبت يناير 11, 2014 12:42 pm من طرف ghiath1
» شكر للسيد الأستاذ الدكتور....صلاح مصطفي حماده
الخميس نوفمبر 21, 2013 7:57 am من طرف Nefer
» الموضوع/نظام التحكم الآلي (الأسكادا) لمعدات محطة مياه الشرب والمأخذ
الأربعاء أكتوبر 30, 2013 5:30 pm من طرف ريهام
» أفكارنا هي السبب الرئيسي لأمراضنا
السبت أكتوبر 05, 2013 4:01 pm من طرف ممدوح عزت موسي