أغنية الحب
همست فى أذنيها: غنى فقد اشتقت لسماع أغنية الحب والعشق من شفتيك.
قالت وهى تحاول الهرب من بين ذراعى: لاأريد أن أغنى لك فأنت لاتستحق أغنيتى، إذهب لمن كانت تغنى لك بالأمس واطلب منها أغنية لك.
قلت لها: الأخرى صندوق خشبى، ألقى فيه بقطعى المعدنية، فينطلق بغناء محفوظ معاد، بصوت سمعه غيرى إناس، مثل الماء لاطعم ولالون ولارائحة لأغنيتها، تنتهى كما بدأت على اسطوانة مشروخة. أغنيتك أنت لها طعم ثان تختلف فى كل شئ.
قالت: ياسلام؟ كل الإناث بتغنى فماذا يميز أغنيتى.
قلت: الصدق فى أغنيتك، أغنيتك نابعة من الأعماق، وتغزو جهازى العصبى وتهزنى كالزلزال، وأرتجف سكرانا بعمق آهاتك وتثيرنى تنهداتك، وأغرق فى معانيها من نظرات مغرغرة فى عينيك وأنت فى شهقاتك تحاولين إلتقاط أنفاسك، فأتذوق عبير حبات العرق على جفنيك وجوانب شفتيك حتى لاأكتم همساتك.
همست لى:أنا كل هذا؟أنت تبالغ كثيرا.
قلت: مع أغنيتك وبصوتك الآتى من منابع الحب العميقة يتحول الحب إلى عشق وعطش لايرتوى وجوع لايشبع، ويتحول العشق إلى شبق رهيب، وتتحول الرقة والحرص إلى جرأة، ويتحول الإعجاب والتأمل إلى امتلاك وذوبان وانصهار، ونتحول من بشر إلى ملائكة.
قالت: أنا أفعل فيك كل هذا؟ عقلى بدأ يترنح وأعصابى لاتقوى على مقاومتك. أشعر بأنى متعبة فى حاجة للراحة.
همست فى حنان ورجاء: غنى لى أغنية الحب.
همست: لأ بلاش
قلت لها: لماذا تعذبيننى؟ أنا فى أشد الحاجة لسماع أغنية الحب من شفتيك.
همست: خائفة ... خائفة... خائفة
همست باستنكار: أتخافين منى؟ أنا أحبك أكثر من كل حياتى؟
كانت عيناها تضيقان ووجهها يتبلل بحبات العرق، وأصابعها تتشابك على حجرها، وارتخى فخذاها، ودفعت بإصبع قدمها الحذاء من كعب القدم الأخرى فخلعته ونظرت لى بتوسل واستعطاف
همست لى: خائفة من نفسى أنا، وليس منك أنت، أنت لاتعرف ماذا سيحدث لو غنيت لك أغنية الحب، لاتعرف ماذا سأفعل دون أن أدرى، ودون وعى منى، سترى حبيبة غير اللتى أمامك تماما، سأنطلق بلا قيود ولاعقل ولاتفكير، انا لن أكون أنا، وأنت لن تعود أنت.
همست لها وشفتاى تلمسان أذنها: غنى لى أغنية الحب.
سحبت حلمة أذنها بين شفتى ومصصتها.
تأوهت حبيبتى وارتاحت بخدها على شفتى
التقطت قبلات خفيفة بطيئة سطحية من شفتيها، فأغمضت عينيها بعد أن نظرت فى عينى تبحث فى أعماقى عن نبع الحب، فابتلعت شفتاى شفتيها، وضممتها إلى صدرى بحنان بإصرار بحرص بقوة وباحترام وتقدير.
فأطلقت حبيبتى تنهيدة طويلة وتنفست بعمق ثم تأوهت آهة قصيرة وهى تلف ذراعيها حول عنقى وأصابعها تتحسس وجهى وشفتى،
همست لى: أرجوك، امنعنى من الغناء، أنا لاأستطيع أن أمنحك الأغنية التى تطربك.
همست بحب فى أذنها بصوت لاأكاد أسمعه أنا: لقد بدأت الغناء فعلا، أعيدى هذه الآهة، وأطيلى هذه التنهيدة، فهما مطلع الأغنية.
همست: لاأعرف ماذا بى فأنا خائفة.
فمددت يدى أضمها بإعزاز وبقوة وأصابعى تبحث عن الأزرار فى آلاتها الموسيقية، حتى وجدت زرار التون فأدرته برفق إلى وضعه الأمثل، ثم اتجهت إلى زرار درجة الصوت فجعلته حرا يضبط نفسه كيفما شاء، ثم بحثت بحرص وبخوف وببطء شديد عن زر القوة الكهربية وكان مختفيا بين ثنايا أعطاف دافئة تضمه طرية لينة تخاف عليه وترويه بدموع بكاء حار، فطمأنت الأعطاف والثنايا، ولمسته بحنان شديد.
تأوهت حبيبتى وهمست: لأ... آه .... لأ .... آ آ آه ... بلاش. وحركت أصابعى أعزف على زرار القوة الكهربية بفن وتدرج وحرص.
انطلقت حبيبتى تعزف أحلى الألحان، وتغنى المقدمة الأولى لأغنية الحب فى أذنى، أصبحت حريصة على أن تغنيها لى فى أذنى مباشرة،وخافت أن تضيع بعضا من ألحانها وكلماتها فكانت تغنى أجمل الكلمات والهمسات لى فى داخل شفتى بكل ما تحمله داخلها من حب وعشق.
همست فى شفتيها أعشق صوتك وآهاتك والمواويل فغنى لى مواويل.
فهمست بضعف: أنت تعرف مفاتيح الغناء عندى فافتح وحرك مفتاح المواويل والديسكو والروك آند روك، ولو شئت فافتح أزرار بهية وياسين وقيس وليلى وافتح موال حسن ونعيمة، افعل بى ماشئت، فأنا ملك يديك، أنا الآن أطير فوق السحاب فى جنة غريبة لاادرى فيها شيئا، لاأريد العودة من جنتى الآن.
وانفتحت الأبواب على مصراعيها، وسلمت حبيبتى لى كل خزائنها، وكانت مزدحمة بالملفات القوية وبعضها دوائر كهربية، ومفاتيح إلكترونية، ومقاومات حرارية، وطفايات حريق، ومفاعلات ذرية.
فتملكتنى الحيرة، أى تلك المفاتيح هو مفتاح أغنية الحب؟
أريد مفتاح أغنية الحب ولابد أن أسمعها بل وأغنيها مع غناء حبيبتى.
فأطلقت العنان للمفك الرئيسى، وأدخلته من الباب المفتوح على مصراعيه بحرص، وأخذت أبحث بسن المفك بخوف وبخفة بين جوانب خزينة الكنوز بحثا عن هدفى.
تأوهت حبيبتى ثوان، واعترضت ثوان، وتنهدت لثوان، وفجأة انطلقت الأغنية تصدح بأجمل الألحان والصوت يرتفع وينخفض طبقا للنوتة الموسيقية الطبيعية العشوائية فى عزف سيميفونى رهيب اهتزت له أركان المعبد كله، فعرفت وقتها أن المفك قد لمس ووجد الملف الإلكترونى للأغنية وأطلقها،فأردت أن أتأكد تماما من أنه هو الملف المطلوب بدقة، فأخذت أداعبه تارة بالمفك وأضغطه برفق تارة ثم بقوة تارة وفى كل مرة كانت حبيبتى تغير كلمات الأغنية وتنتقل من جملة موسيقية إلى جملة موسيقية أخرى أكثر إبداعا، واكتشفت أثناء ذلك أن حبيبتى مبدعة خلاقة متجددة، فسمعت منها كل الملاحم والسيموفنيات، وتراقصت فى أحضانى على الأغانى الشعبية الإسكندرانية والريفية، وسمعتها تغنى مواويل طويلة الآهات والشهقات، وتفوقت على كل الراقصات وهى تغنى لى أغنية الحب، وأذهلنى اكتشافى لطاقات حبيبتى فى الإبداع فى أغنية الحب، فانطلقت أغنى معها وأعزف على ألحانها، وكانت أعطاف حبيبتى واعماقها يفيض بكرم شديد، تروينى بحبها ودموع فرحتها الغامرة، فشاركتها ورويتها بكثير من بهاريز العشق والحب فكنا معا نروى أزرارها ومصاريع أبوابها، بل لقد فاضت منا أرواحنا حتى روت السهول والوديان كلها.
فلما خفتت الألحان، وعادت الأضواء تدريجيا فى الظهور على صدر حبيبتى، ابتسمت بفرح ورضا.
فقلت لها: ما أروعها أغنية حبك؟
همست فى دلال: ألا تريد أن تغنى معى أغنية حب أخرى ذات ألحان عبقرية جديدة؟
ضممها ومسحت حبات العرق الغزير من جبينها، وهمست فى شفتيها: أتمنى ذلك.
فهمست بدلال: أضبط مفاتيحى.
الإثنين يوليو 27, 2015 4:34 am من طرف عطبراوى وبس
» مطلوب نظام اطفاء حريق بغاز fm200 داخل اللوحات الكهربيه ولوحات ال mcc
الأربعاء ديسمبر 10, 2014 7:25 am من طرف abeer mah
» SCADA(تعريف عام بنظام الاسكادا)
الخميس يوليو 24, 2014 9:13 pm من طرف sasa amer
» (هندسه القوى والألات الكهربيه)....المحول الكهربى
الإثنين يونيو 16, 2014 4:13 am من طرف فايزة مرزوق
» جزاكم الله كل خير
الجمعة يونيو 06, 2014 9:09 am من طرف ممدوح عزت موسي
» الصدمة(المطرقه) المائية..اسبابها , مشاكلها , الحلول...
السبت يناير 11, 2014 12:42 pm من طرف ghiath1
» شكر للسيد الأستاذ الدكتور....صلاح مصطفي حماده
الخميس نوفمبر 21, 2013 7:57 am من طرف Nefer
» الموضوع/نظام التحكم الآلي (الأسكادا) لمعدات محطة مياه الشرب والمأخذ
الأربعاء أكتوبر 30, 2013 5:30 pm من طرف ريهام
» أفكارنا هي السبب الرئيسي لأمراضنا
السبت أكتوبر 05, 2013 4:01 pm من طرف ممدوح عزت موسي